هل تعلم أن التزلج الفني على الجليد هو رياضة شهيرة تجمع بين اللياقة البدنية والتعبير الفني، حيث يُقيّم المتسابقون بناء على مهاراتهم الفنية وأدائهم العام وفهمهم للموسيقى، ومن خلال هذا التزلج يرتدي المتسابقون ملابس براقة مؤدين رقصة رشيقة، ولكن هذه الرياضة على الرغم من جماليتها فإنها خطيرة للغاية ومليئة باللحظات التاريخية الملحمية، لذلك أكملوا قراءة هذا المقال حتى نتعرف معًا على أروح لحظات التزلج الفني على الجليد.
لميدالية الفضية التي فازت بها نانسي كيريغان رغم كل الصعاب
فازت نانسي كيريغان بميدالية فضية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1994، ورغم أن الميدالية الفضية قد لا تبدو بنفس روعة الذهبية، ولكن يُعتبر فوز نانسي حدثًا تاريخيًا؛ فقبل سبعة أسابيع من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المشؤومة لعام ١٩٩٤، تعرضت لهجوم بهراوة في ركبتها، وهي حيلة دبرها شركاء تونيا هاردينغ للقضاء على المنافسة. بالنسبة لمعظم الرياضيين، تعني هذه الإصابة غيابهم عن الموسم، إن لم يكن للأبد. لكن كيريغان عادت وسُمح لها بالمشاركة في البطولة، ورغم كل الصعاب، فازت بالميدالية الفضية، محولةً ما كان يمكن أن يكون نهاية مأساوية لمسيرتها إلى واحدة من أكثر العودات شهرة في تاريخ الأولمبياد.
نتيجة جون كاري التي لا تُضاهى عام ١٩٧٦
عند مشاهدة منافسات التزلج الفني على الجليد، غالبًا ما يركز الناس على الرياضيات الإناث، ولكن دعونا نخبركم، المتزلجون الفنيون الرجال لديهم أداء رائع، خذوا جون كاري مثالًا، حيث قدّم عرضًا على أنغام دون كيخوت في دورة ألعاب إنسبروك عام ١٩٧٦، وحصد الميدالية الذهبية، والأهم من ذلك، أنه سجل 105.9 نقطة من أصل ١٠٨ نقاط ممكنة. ولا يزال هذا أعلى نتيجة يحققها متزلج فني على الجليد حتى يومنا هذا! هذا ليس مجرد رقم قياسي، بل هو قفزة نوعية.
بيغي فليمنغ تُعيد الأمل إلى بلدها
كانت المتزلجة بيغي فليمنغ الأمريكية الوحيدة التي فازت بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام ١٩٦٨، لذا كان فوزها، بطبيعة الحال، ذكرى لا تُنسى واحتفالاً بها، ولكن هناك جانب آخر لانتصارها، فقبل سبع سنوات فقط، لقي جميع أعضاء فريق التزلج الأمريكي حتفهم في حادث تحطم طائرة سابينا الرحلة ٥٤٨ المأساوي، ومن هنا، دُمر برنامج التزلج بالكامل، وظن الكثيرون أن ذلك كان نهاية رياضة التزلج الأمريكي على الجليد. لذا، أصبح فوز بيغي رمزاً للأمل والقوة، ودليلاً على أن التزلج على الجليد في الولايات المتحدة لم ينتهِ بعد.
ديبي توماس تصنع التاريخ بالميدالية البرونزية
حققت ديبي توماس انتصارات تاريخية في مسيرتها؛ ففي عام ١٩٨٨ في دورة ألعاب كالجاري، فازت بالميدالية البرونزية في فردي السيدات، وأصبحت أول رياضية سوداء تفوز بأي ميدالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، لكن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أنها كانت قد فازت في تلك المرحلة ببطولتي العالم والولايات المتحدة في آن واحد.
بوليرو تورفيل ودين المثالي
قبل عام ١٩٨٤، لم يكن الرقص على الجليد يُنظر إليه على أنه حدث مهم للغاية، بل كان يُنظر إليه على أنه رياضة ضعيفة، لكن جاين تورفيل وكريستوفر دين غيّرا ذلك تمامًا عندما ظهرا في أولمبياد سراييفو بعرضهما للبوليرو، وهناك قاما بتأدية اثنا عشر قفزة مثالية من ٦.٠، وست قفزات من ٥.٩. منحهما كل حكم فني أعلى درجة ممكنة، وقتذاك لم يفزوا بالميدالية الذهبية فحسب، بل حوّلوا الرقص على الجليد إلى هوس عالمي.
حركة ميدوري إيتو الثلاثية المحورية التي غيّرت قواعد اللعبة
حركة المحور الثلاثي هي حركة صعبة طاردت المتزلجات لعقود، حتى أصبحت ميدوري إيتو أول امرأة تُحقق هذا الإنجاز في مسابقة دولية عام ١٩٨٨، ثم أبدعت فيه مجددًا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام ١٩٩٢ لتفوز بالميدالية الفضية، كانت القفزة صعبة لدرجة أن معظم الناس شككوا في إمكانية تحقيقها أصلًا، ويمكن القول أن إيتو لم تُحقق هذه القفزة فحسب، بل حطمت كل التوقعات فيما يتعلق بإمكانية تحقيق تزلج النساء.
الخاتمة
اللحظات السابقة، لم تكن مجرد عروض رائعة تستحق التصفيق والتهليل، بل كانت نقاط تحول تاريخية حقيقية مليئة بالشجاعة والألم، وأشخاص يحطمون حدودًا ظن الجميع أنها ثابتة. لذا في المرة القادمة التي تشاهد فيها متزلجًا ينزلق على الجليد، لا تكتفِ بمشاهدة الدورانات والتألق. أحيانًا، ما تشاهده في الواقع هو التاريخ يُحفر في حلبة التزلج أمامك مباشرةً.
