يعدّ الفنان السوري الكبير سلوم حداد واحدًا من أهم أعمدة الدراما العربية، وقد شارك حداد في الكثير من الأعمال التلفزيونية التي لا تُنسى مثل مسلسل “الزير سالم” الذي عُرض لأول مرة عام 2000. ووجود سلوم حداد في أي عمل فني يُعَدّ ضمانًا كبيرًا لجودة هذا العمل وعمق قصته. والحقيقة أن سلوم حداد أثار جدلًا واسعًا خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب الشائعات التي أُثيرت حول انسحابه من بطولة مسلسل “اليتيم”. وقد تضاربت الكثير من الآراء حول هذا الشأن، وخلال هذا المقال سوف نستعرض معكم القصة كاملة بجميع تفاصيلها.
الرأي الأول: الخلاف الفني وعدم الاقتناع بالنص التقليدي للمسلسلس
في البداية، تداولت الكثير من المواقع الإخبارية الفنية خبرًا يؤكد انسحاب الممثل الكبير سلوم حداد من المسلسل، الذي كتبه قاسم الويس وأخرجه تامر إسحاق، وذلك بسبب بعض الخلافات الفنية بين حداد وصناع العمل. وركزت تلك المواقع على أن السبب الرئيسي والجوهري لانسحاب حداد هو عدم اقتناعه بالنص المكتوب.
وأكدت المصادر أن الممثل القدير سلوم حداد رأى في النص تكرارًا وحبكة تقليدية لا تقدّم جديدًا على صعيد الدراما الشامية. ويُقال إن حداد يرى أن النصوص المكتوبة مؤخرًا أصبحت تدور في فلك حكايات مكررة ومألوفة داخل الحارات القديمة، على غرار مسلسل “باب الحارة”. ويعتقد حداد أن صناع الأعمال الفنية السورية أحيانًا يميلون إلى الاستسهال، وهو لا يحب ذلك الأمر. وجدير بالذكر أن حداد يُعرف عنه ميله وسعيه الدائم إلى تقديم أدوار مركبة وشديدة التعقيد، كما أنه يحب المشاركة في بطولة أعمال فنية ذات قيمة مضافة، وهو ما لم يجده حداد في مسلسل “اليتيم”. ويعكس هذا الموقف مدى اعتزازه بمسيرته الفنية التي طالما ابتعدت عن الأعمال المكررة والسطحية.
الرأي الثاني: نفي الانضمام بالأساس ووضع حدٍّ للجدل
بعد مضي فترة من تداول أخبار الانسحاب عبر المواقع الفنية، خرج الممثل السوري سلوم حداد بنفسه لتوضيح ملابسات الموضوع، مؤكدًا في تصريحات إعلامية أن ما تردد حول انسحابه من مسلسل “اليتيم” ليس صحيحًا. وأضاف حداد أنه لم ينضم إلى العمل من الأساس، وأن جميع الأخبار المتداولة كانت مجرد شائعات هدفها إثارة الجدل وجذب المشاهدات.
وشرح سلوم حداد أنه في البداية قرأ بعض حلقات مسلسل “اليتيم”، لكنه لم يشعر بأنه يلبي طموحه الفني أو يناسبه، لذلك أبلغ المنتج بقراره بعدم المشاركة واعتذر عن الدور. ويمكن القول إن توضيح حداد يغيّر طبيعة الحدث، لأن ما فعله لا يُعَدّ انسحابًا، وإنما اعتذارًا عن عدم الانضمام منذ مرحلة مبكرة، وهو أمر يختلف عن الانسحاب الذي يعني الموافقة والتحضير ثم التراجع.
دلالات موقف سلوم حداد على الخريطة الفنية السورية
بغضّ النظر عن دقة التعبير، سواء كان “انسحابًا” أو “اعتذارًا”، فإن تباين الآراء يشير إلى حقيقة مهمة: وهي أن الممثل السوري الكبير يرفض الأعمال الفنية التقليدية، ويحرص على جودة النص وعمقه، ويحترم مسيرته الفنية الطويلة التي رسّخها لدى الجمهور السوري والعربي. ويعكس موقفه بصورة واضحة المشكلة التي تعاني منها الدراما السورية، إذ يرى الكثير من الفنانين أنها لم تعد تقدّم أفكارًا إبداعية جديدة، بل تكتفي بالاجترار.
إن رفض حداد لمسلسل كبير بحجم “اليتيم” يبعث رسالة واضحة للمنتجين والمؤلفين وصناع الدراما بضرورة الارتقاء بمستوى النصوص، حيث إن الممثل الموهوب سيفضّل البقاء بعيدًا عن الشاشة على أن يشارك في عمل لا يضيف جديدًا إلى مسيرته الفنية. وهذا الموقف يؤكد أن النجم الذي قدّم شخصيات خالدة مثل “الزير سالم” و”أبو ليلى المهلهل”، لا يزال يضع المعايير الفنية الأصيلة فوق كل اعتبار.
في الختام
يجب القول إن سلوم حداد لم “ينسحب” بالمعنى التقليدي للكلمة من بطولة مسلسل “اليتيم”، بل “اعتذر” عن عدم الانضمام إليه بعد تقييم أولي للنص.
